فقه قدرة الرب
فقه عظمة قدرة الرب
قال الله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)} [المائدة:120].
وقال الله تعالى: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)} [البقرة: 148].
وقال الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} ... [الملك: 1].
��الله جل جلاله هو الخالق الذي خلق المخلوقات، المصور الذي صور الكائنات، القادر على كل شيء، القاهر لكل شيء، العالم بكل شيء.
��{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } ... [الطلاق: 12]
��وهوسبحانه القادر الذي خلق جميع المخلوقات، القدير الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، المقتدر الذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
��وكل ما نراه في الكون من آثار قدرته.
��{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ *وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ } [ق: 6 - 8].
��وهو سبحانه القادر على كل شيء، الحكيم في خلقه وأمره، الذي يفعل ما يشاء بقدرته وهو الصمد.
كبر بعض المخلوقات كالعرش والكرسي، والسموات والأرض.
وصغر بعضها كالذرة والبعوضة، والنملة والنطفة.
وجعل لكل من الصغير والكبير حكمة، وفي كل منهما آية وعبرة.
وكثّر سبحانه بعض المخلوقات كالتراب والنبات والذرات، وقلّل بعضها كالذهب والفضة، والمعادن.
��وجعل سبحانه لكل من الكثير والقليل حكمة، وفي كل واحد منهما آية وعِبرة.
وقوّى سبحانه بعض المخلوقات كجبريل الذي خلق الله له ستمائة جناح، جناح منها يسد الأفق، وأَضعف بعض المخلوقات كالإنسان والبعوض.
��وله سبحانه في خلق القوي والضعيف حكمة، وفي كل منهما آية وعبرة.
��وهو سبحانه القادر الذي رفع بعض المخلوقات كالعرش والكرسي والسموات والجبال والأشجار، ووضع بعضها كالأرض وما فيها وما عليها، والبحار والأنهار.
��وهو سبحانه القادر الذي جمع بعض المخلوقات كالجبال والبحار، وفرق بعضها كالنجوم والرمال، والثمار والأوراق.
��وهو سبحانه العليم القدير الذي أظهر بعض مخلوقاته وأخفى بعضها .. فأظهر الدنيا وأخفى الآخرة .. وأظهر الأبدان وأخفى الأرواح .. وأظهر الأجساد وأخفى العقول .. وأظهر قيمة الأشياء وأخفى قيمة الأعمال .. وأظهر المخلوقات وحجب نفسه عن خلقه.
��فسبحان الخلاق العليم الذي فاوت بين مخلوقاته، فخلق الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والقوي والضعيف، والثقيل والخفيف، وأحيا بعضها وأمات بعضها، وخلق المخلوقات وفرقها في ملكه في السماء والأرض.
��ففي البر خلائق لا تحصى، وفي الجو خلائق لا تحصى، وفي البحر خلائق لا تحصى، وفي السماء خلائق لا تحصى.
��وفاوت القدير العليم بين صفاتها فمنها ثابت لا يتحرك، ومنها متحرك لا يسكن، ومنها حار وبارد، وأبيض وأسود، وناطق وصامت، ورطب ويابس، وعذب وملح، ولين وخشن، وسائل وجامد.
��وأحياء لا تعيش إلا في البحار ولو خرجت لماتت، وأحياء لا تعيش إلا في البر ولو أدخلت البحر لماتت، وملائكة يسبِّحون الليل والنهار لا يفترون.
�� {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان: 11].
�� موسوعة فقه القلوب ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
آثار قدرة الله عزوجل المطلقة
هو سبحانه الخلاق العليم الذي خلق الرياح الشديدة، والصواعق المهلكة، والزلازل المدمرة، والبراكين المفزعة، والخسوف التي تبلع الأشجار والبيوت والبشر، يصيب بها من يشاء، ويصرفها عمن يشاء، من مؤمن وكافر، ومحسن وظالم.
�� {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [العنكبوت: 40].
��وخلق سبحانه الجنة وما فيها من النعيم لأهل طاعته،
��وخلق النار وما فيها من العذاب لأهل معصيته .
��وخلد هؤلاء وهؤلاء��
��والله سبحانه على كل شيء قدير ↩وقدرته مطلقة.
��أحياناً يفعل بالأسباب كما جعل الماء سبباً للحياة، والوطء سبباً للإنجاب .. وأحياناً يظهر قدرته سبحانه بضد الأسباب كما جعل سبحانه النار برداً وسلاماً على إبراهيم .. وأحياناً يظهر قدرته بدون الأسباب كما خلق السموات والأرض.
��{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82].
��فسبحانه ما أعظمه من إله، وما أعظم قدرته، وما أكرمه، وما أحلمه.
فيا أيها الإنسان.
��{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى *وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى *وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى *فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [الأعلى: 1 - 5].
إن الله تبارك وتعالى خالق كل شيء، ومالك كل شيء، الخلق خلقه، والملك ملكه، والأمر أمره، وهو الفعال لما يريد.
خلق الماء والنار،
��وجعل وظيفة الماء الإرواء والإحياء والإغراق،
�� وجعل وظيفة النار الإنارة والإنضاج والإحراق.
��وإذا اجتهد الإنسان على الإيمان، وقام بالأعمال الصالحة، وجاء عنده كمال الإيمان والتقوى،
فالله يسخر له المخلوقات، ويغير أحوالها بقدرته، فيجعل النافع ضاراً بقدرته،
�� كما جعل الماء الذي هو سبب الحياة سبباً لهلاك فرعون وقومه، وسبباً لنجاة موسى وقومه، في آن واحد، بأمر واحد، في مكان واحد.
��وكما جعل الماء سبباً لنجاة نوح ومن آمن معه، وسبباً لهلاك قوم نوح في آن واحد، بأمر واحد، في مكان واحد.
��وهو سبحانه قادر على جعل الضار نافعاً كما جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وكما ربى موسى - صلى الله عليه وسلم - في قصر عدوه فرعون.
والله عزَّ وجلَّ خلقنا وخلق الدنيا، واستخلفنا فيها لينظر كيف نستخدمها؟.
��هل نستخدمها حسب أوامر الله؟..
��أم نستخدمها على حسب هوى النفس والشيطان؟.
��فاستخدامها حسب أمر الله عزَّ وجلَّ يأتي بعده الابتلاء، ثم السعادة في الدنيا والآخرة
��واستخدامها حسب مراد النفس والشيطان يأتي بعده الشقاء في الدنيا والآخرة.
�� كما قال سبحانه: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى *وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 123 - 124].
��والله جل جلاله هو القوي العزيز، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، يقدم من يشاء، ويؤخر من يشاء، ويرفع أقواماً، ويضع آخرين، ويكرم من يشاء، ويهين من يشاء، ويفعل ما يشاء، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
��يعز سبحانه بأسباب الذلة كما أعز موسى - صلى الله عليه وسلم - وأذل فرعون، وكما أعز محمداً - صلى الله عليه وسلم - وأذل قريشاً.
��ويذل سبحانه بأسباب العزة كما أذل فرعون مع ملكه، وأذل قارون مع ماله.
��ويرحم سبحانه بأسباب العذاب كما أنجى الله إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - في النار.
��ويعذب بأسباب الرحمة كما دمّر عاداً بالريح العقيم، وأغرق قوم نوح بالماء.
��وينجي سبحانه بأسباب الهلاك كما أنجى الله إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - في النار، وأنجى يونس - صلى الله عليه وسلم - في بطن الحوت.
��ويهلك سبحانه بأسباب النجاة كما أهلك فرعون وقومه في طريق البحر اليابس الآمن حين تبعوا موسى - صلى الله عليه وسلم -.
��ويحفظ سبحانه بأسباب الهلاك كما أنجى موسى من الغرق حين ألقي في البحر في التابوت، وحين رباه في بيت عدوه فرعون.
��ويهلك سبحانه بأسباب الحفظ كما أهلك قوم ثمود في بيوتهم بالصيحة.
�� موسوعة فقه القلوب ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
بسم الله الرحمن الرحيم ��
��الإيمان المطلوب��
الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري
��حفظه الله��
������
المقطع صوتي للتحميل
http://cutt.us/D2yL������
المقطع على اليوتيوب
https://youtu.be/JTYXvAPxSag�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
فقه العلاقة بين قدرة الله وسنن الله
��الله تبارك وتعالى له قدرة وله سنة
��فبقدرته سبحانه :-⤵
خلق السموات والأرض،
وخلق الشمس والقمر،
وخلق الجنة والنار، وخلق الدنيا والآخرة.
خلق الدنيا للابتلاء والزوال والعمل،
وخلق الآخرة للبقاء والأبد،
وخلق الجنة للنعيم، وخلق النار للعذاب.
��وسنن الله نوعان:-⤵
��سنن كونية ..
��وسنن شرعية.
فسنة الله الكونية أن يخرج بأمره سبحانه النور من الشمس، ويخرج الثمر من الشجر، ويخرج الولد من الرحم، والماء من السحب، والكلام من اللسان، والحليب من البقر، والعسل من النحل وهكذا،
فهو سبحانه الخالق وما سواه مخلوق، وقدرته مخفية وراء الأسباب:
��{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)} [الزمر: 62].
وسنة الله الشرعية:-
��أن من آمن وعمل صالحاً أدخله الله الجنة، ومن كفر أدخله الله النار،
��ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها،
��ومن أطاع الله ورسوله سعد في الدنيا والآخرة، ومن عصى الله ورسوله شقي في الدنيا والآخرة.
��والله عزَّ وجلَّ خلق الكون بقدرته، ونظمه وسيره بسننه الكونية والشرعية،
��فتعودنا على السنن الجارية، وغفلنا عن قدرة الله المطلقة،
وقدرته سبحانه فوق سنته، ومن قدرته سبحانه يستفيد المؤمنون خاصة
��كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)} ... [الأعراف: 96].
وكل ما خلقه الله في هذا الكون من كبير وصغير، وناطق وصامت، وكل متحرك وساكن، وكل معلوم ومجهول، وكل حاضر وغائب،↔خلقه الله بقدر يحدد حقيقته، ويحدد صفته، ويحدد وظيفته، ويحدد مقداره، ويحدد زمانه، ويحدد مكانه
��كما قال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القمر: 49]
⤴وفوق هذا التقدير قدرة الله المطلقة، التي يفعل بها ما يشاء في ملكه، والتي تفعل أعظم الأحداث بأيسر أمر
�� كما قال سبحانه: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)} [القمر: 50].
��فهي كلمة واحدة من الله يتم بها كل أمر، الصغير والكبير على حد سواء،
واحدة تنشئ هذا الوجود العظيم، وواحدة تبدل وتغير فيه،
وواحدة تذهب به كما يشاء الله، وواحدة ترده إلى الموت، وواحدة تبعثه في صورة من الصور،
وواحدة تبعث الخلائق جميعاً، وواحدة تجمعهم ليوم الحشر والحساب:
��{مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)} [لقمان: 28].
وسنة الله جارية أن الإنسان إذا تأثر بالشيء جعل الله هذا الشيء فوق رأسه، وسلطه عليه وأذله به،
وإذا تأثر بخالق الشيء سبحانه ولم يتأثر بالشيء، فإن الله يسخر هذا الشيء للمسلم
كما سخر النار لإبراهيم، والبحر لموسى، والماء لنوح، والريح لهود، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
��وكثير من الناس تأثر بقوة المخلوق، ولم يتأثر بقوة الله، وذلك لضعف الإيمان واليقين، فحُرم من الاستفادة من خزائن الله، ومن قدرة الله.
��والله جل جلاله عنده قوة المخلوقات كالرياح والعواصف، والصواعق والزلازل، والمياه والجبال، والخسوف والبراكين،
��والناس عندهم قوة المصنوعات كالصواريخ والمدافع والقنابل، وقوة المخلوقات أعظم من قوة المصنوعات،
فكيف بقوة الله التي لا يقف لها شيء، ولا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء:
��{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)} [الحج: 40].
�� موسوعة فقه القلوب ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
اﻹستفادة بقدرة الله بكمال اﻹيمان والتقوى
قوة قدرة الله وضعف قدرة المخلوق
الله قوي عزيز⤵
يفعل ما يشاء، ويخلق ما يشاء، ويغير ما يشاء.
يأتي بالفرج بعد الضيق .. وباليسر بعد العسر ..
وبالأمن بعد الخوف وبالبسط بعد القبض وبالعافية بعد المرض .
وبالليل بعد النهار وبالحر بعد البرد وبالغنى بعد الفقر.
كل يوم هو في شأن.
��{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)} [السجدة: 5].
��وفي غزوة بدر من السنة الثانية للهجرة أراد الله عزَّ وجلَّ أن يظهر قدرته للمؤمنين،
ويعلمهم كيف يستفيدون من قدرته بواسطة الإيمان والأعمال الصالحة،
��فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه مع قلة عددهم وكثرة عدوهم، والتقوا بكفار قريش وصناديدهم في بدر،
��ووقف القليل أمام الكثير،
��وأولياء الرحمن أمام أولياء الشيطان،
��وأهل الحق أمام أهل الباطل،
��فاستغاث النبي - صلى الله عليه وسلم - بربه، وعرض عليه حاله، وحال أصحابه، وحال أعدائه،
��فأجاب دعاءه، وأمدهم بالملائكة، وكان يكفيهم لهزيمة الكفار ملك واحد كجبريل الذي له ستمائة جناح، جناح منها يسد الافق، والذي رفع قرى قوم لوط إلى السماء ثم قلبها عليهم، ولكن لشدة فرح الله باجتماع المؤمنين لإعلاء كلمة الله، ونصرة دينه،